تغلب قطاع الغذاء السعودي على تحديات كوفيد-19

 

عرقلت جائحة الفيروس التاجي بشكل كبير سلاسل التوريد العالمية ، مما أدى إلى توقف الاقتصادات في جميع أنحاء العالم. مثل العديد من البلدان الأخرى ، تأثرت المملكة العربية السعودية أيضًا باضطراب الإمدادات الغذائية العالمية. ومع ذلك ، نظرًا لأن الحكومة نفذت استراتيجيتها طويلة الأجل للاستقلال الغذائي ، فقد تمكنت الدولة من إدارة الموقف بكفاءة مع تأثيرات طفيفة يشعر بها المستهلكون

على الرغم من أن الأمن الغذائي لا يزال مصدر قلق لدول الخليج ، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ، هناك عمل متسق نحو تعزيز الإنتاج المحلي. تعتمد الدولة بشكل كبير على المزودين من الخارج ، ولا سيما مزودي الحبوب ، ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، تبلغ نسبة الاعتماد على الحبوب في المملكة العربية السعودية 92 بالمائة. هذا الاعتماد الكبير على واردات الحبوب يمكن أن يجعل البلد عرضة لاضطرابات كبيرة في السوق العالمية

ومع ذلك ، ووفقًا لوزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة ، فقد نجحت المملكة العربية السعودية في التغلب على الاعتماد على الإمدادات الغذائية أثناء الوباء من خلال استراتيجيتها للأمن الغذائي. قال وزير البيئة والمياه والزراعة عبد الرحمن الفضلي: “على الرغم من شدة أزمة جائحة فيروس كورونا وتأثيرها الشديد على سلاسل الإمدادات الغذائية في العالم ، إلا أن المملكة تغلبت على هذه الأزمة من خلال قوة ومتانة أمنها الغذائي والزراعي”

وبحسب الفضلي ، فإن نجاح استراتيجية الأمن الغذائي يرجع أيضا إلى الجهود المنسقة لوزارة البيئة والمياه والزراعة ، مما أدى إلى زيادة الإنتاج وكفاءة السوق. وأشار إلى أن زيادة المملكة العربية السعودية في حجم الإقراض للمزارعين السعوديين ، بنحو 1.9 مليار ريال سعودي (506.67 مليون دولار أمريكي) في عام 2019 ، ساعدت على تطوير قطاع الزراعة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي في البلاد

الآن ، تمتلك المملكة واحدة من أكبر مخازن القمح والدقيق في الشرق الأوسط بأكثر من 3.3 مليون طن. كما طورت المملكة العربية السعودية سلاسل الإمداد الغذائية والتي يمكن أن تلبي أو تتجاوز الإنتاج اليومي لإرضاء المستهلكين وفقًا للمعايير الدولية

الأمن الغذائي هو أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 ، ويعتبر أحد أهم استراتيجيات البلاد للإصلاح الإقتصادي في السعودية. كما أشاد الفضلي بالمستويات الاستثنائية للمملكة من الاكتفاء الذاتي والموثوقية والجودة في عدد من المنتجات الزراعية. فقد تجاوزت المملكة العربية السعودية نسب الاكتفاء الذاتي بنسبة 125 في المئة من إنتاجها من التمور ، و 60 في المئة من الخضار والدواجن ، و 55 في المئة من الأسماك ، و 116 في المئة من البيض ، و 109 في المئة من الحليب والمنتجات ذات الصلة