الحفاظ على الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية

تهدف البرامج المتعددة التي يقوم بها صندوق التنمية الزراعية السعودي إلى خلق مستقبل مزدهر للقطاع الزراعي السعودي.

حاليا، تستورد المملكة العربية السعودية حوالي 80٪ من غذائها. كانت هناك رغبة قوية في احد الأوقات لخفض هذا العدد وزيادة الإنتاج المحلي ، وهو بطبيعة الحال هدف رؤية 2030 لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد بشكل كبير من اعتماد البلاد على الواردات الخارجية. وبما أن جائحة كورونا قد قلّلت بشكل كبير من إمكانية الحصول على واردات الغذاء وتسببت في تأخير سلاسل الإمداد بشكل كبير، فقد تم التركيز بشكل شديد على مسألة الأمن الغذائي داخل المملكة العربية السعودية.

وقد اتخذت المملكة العربية السعودية عدداً من المبادرات خلال هذا الوباء لتعزيز الزراعة السعودية، وضمان الأمن الغذائي، والحفاظ على توجهها نحو الاكتفاء الذاتي الزراعي. وتتمثل أهم هذه الأمور في صندوق التنمية الزراعية في المملكة العربية السعودية الذي يلعب دوراً محورياً في الإشراف على القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية ودعمه.

والمبادرة الأخيرة التي أعلن عنها صندوق التنمية الزراعي ستشهد توفير قروض وتسهيلات ائتمانية لقطاع الزراعة في البلاد تبلغ حوالي 220 مليون دولار. ومن أجل دعم هدف الاكتفاء الذاتي، سيساعد التمويل القطاع على مواصلة عملياته خلال جائحة “كوفيد-19” من خلال دعم رأس المال الدائم والتكاليف التشغيلية للمؤسسات الزراعية السعودية الصغيرة والمتوسطة

وقبل هذا التمويل الإضافي، كانت المملكة العربية السعودية قد حققت بالفعل أرقاماً مذهلة من حيث الاكتفاء الذاتي خلال أزمة “كوفيد-19”. وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور 125٪، والبيض 116٪، والحليب الطازج ومشتقاته 109٪، والخضروات والدواجن 60٪.

ويأتي هذا التمويل بعد استراتيجية الأمن الغذائي التي أطلقها صندوق التنمية الزراعي في يونيو 2020، حيث تم تخصيص حوالي 500 مليون دولار لاستيراد مواد غذائية أساسية محددة لتعزيز احتياطيات البلاد. وأُبرمت عقود تبلغ قيمتها حوالي 92 مليون دولار فقط لاستيراد الأرز والذرة وفول الصويا.

وقد زادت استراتيجية الأمن الغذائي من احتياطيات المواد الغذائية الأساسية، مثل القمح والدقيق، إلى مستويات قياسية، في وقت تشهد فيه بلدان كثيرة نقص كبير. ونتيجة لعمل صندوق التنمية الزراعي ، تمتلك المملكة العربية السعودية الآن أكبر سعة لتخزين القمح والدقيق في الشرق الأوسط تزيد عن 3.3 مليون طن.

وشملت المبادرات الأخرى التي أشرف عليها صندوق التنمية الزراعي دعم إنتاج التمور، والاستثمار في إنتاج دجاج التسمين، ومصنع لمسحوق البيض المجفف، والضمانات المالية لشركات الأعلاف والإنتاج الحيواني.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، اجتذب الصندوق استثمارات بقيمة 53 مليار دولار للقطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية، وقدم الدعم المالي من خلال قروض ميسرة متوسطة وطويلة الأجل، وقدم المشورة الفنية والإدارية والمالية والتسويقية لتعزيز الأداء الزراعي للبلاد. وبدعم من تحالف صندوق التنتمية الزراعي، فإن الصناعة الزراعية في المملكة العربية السعودية في أيد أمينة