تعتمد السعودية تقنيات جديدة لمعالجة ندرة المياه

 

تعد المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان جفافا في العالم حيث المياه مورد ثمين. وقد يكون لندرة المياه تأثير ضار على الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. ولضمان استخدام الموارد المائية على النحو الأمثل، فقد اتخذت المملكة تدابير متعددة كجزء من خططها لرؤية 2030، بما في ذلك استخدام تقنيات تحلية المياه الجديدة.

 

مع نمو اقتصاد المملكة وزيادة التحضر وارتفاع عدد السكان، يتزايد الضغط على  المياه. ويشكل الجفاف والتصحر اللذان يمكن أن يجعلا الأراضي غير متاحة للزراعة مشاكل رئيسية. في حوالي 15 عاما، من عام 1987 إلى عام 2002، فقدت منطقة جازان جنوب غرب المملكة ما يقرب من نصف الغطاء النباتي.

 

ومن الخطوات الرئيسية التي اتخذتها المملكة لمعالجة ندرة المياه استخدام تكنولوجيا تحلية المياه للحصول على المياه العذبة من مياه البحر.

 

وعلى غرار المملكة العربية السعودية، تستخدم العديد من البلدان الأخرى في المنطقة تكنولوجيا تحلية المياه لتلبية احتياجاتها من المياه. وفي حين أن تحلية المياه ليست الطريقة الوحيدة لاستخراج المياه العذبة، فإن تحلية المياه (على سبيل المثال، تستخدم أبوظبي تكنولوجيا لتكثيف الرطوبة في الهواء للحصول على مياه الشرب) هي بالتأكيد النهج المفضل في الشرق الأوسط. وتشير التقديرات إلى أن المنطقة لديها أكثر من نصف الطاقة العالمية لتحلية المياه.

 

ويشير منتقدو تحلية المياه إلى أن العملية تتطلب طاقة كثيفة وتنتج مستويات عالية من النفايات في شكل محلول ملحي عالي التشبع. لكن أحدث التقنيات التي تم تطويرها في المملكة العربية السعودية تسمح لتحلية  المياه بطريقة أكثر ملاءمة للبيئة.

 

كانت المؤسسة السعودية لتحلية المياه في طليعة مستخدمين التقنيات الجديدة في عملية تحلية المياه. في الآونة الأخيرة، سجلت المؤسسة رقما قياسيا عالميا جديدا في موسوعة جينيس لأدنى استهلاك للطاقة لكل متر مكعب من المياه المحلاة – عند 2.27 كيلووات/ساعة فقط.

 

كما تخطط المملكة العربية السعودية لاستخدام أحدث تقنيات القبة الشمسية لجعل عملية تحلية المياه أكثر ملاءمة للبيئة. كما يوحي اسمها، فإنه يتم استخدام قبة كبيرة بالاضافة الى اشعة الشمس لتسخين مياه البحر وإنتاج المياه العذبة. وهذه التكنولوجيا ليست محايدة من حيث الكربون فحسب، بل إنها تنتج أيضا كميات أقل من المياه المالحة مقارنة بتكنولوجيات تحلية المياه التقليدية. يمكن أن تنتج قبة شمسية واحدة ما يصل إلى 30,000 متر مكعب من المياه العذبة في ساعة واحدة.

 

ندرة المياه هي قضية اقتصادية خطيرة يمكن أن تؤثر على قطاعات متعددة. ومع استمرار نضوب إمدادات المياه الجوفية الطبيعية في جميع أنحاء العالم، تبحث بلدان كثيرة عن حلول مجدية ومستدامة للحفاظ على إمدادات المياه المأمونة. وقد اتخذت المملكة بالفعل خطوات ملموسة لمعالجة ندرة المياه، ورسخت مكانتها الرائدة عالميا في مجال صناعة تحلية المياه من خلال تبني تقنيات صديقة للبيئة.